لكلّ شيءٍ أصولٌ ثابتة وراسخة لا يستقيم إلاّ بها ، وتتفرّع من هذه الأصول الفروع والجزئيات الثانويّة التي هيَ امتدادٌ للأصل وفرعٌ منه.
وبلا شكّ أنّ لهذا الدّين الإسلاميّ العظيم أصولٌ ثابتةُ راسخة ، هي عِمادُ هذا الدّين وقوامه ، والشهادة بوحدانيّة الله عزّ وجلّ ، وأنّه لا إله إلاّ الله وأنَّ محمداً رسول الله هي أول أصلٍ في هذا الدّين ، وبها يكون المرء مسلماً ، إذن فأصول الدّين هي الثوابت الراسخة والقواعد الأساسيّة ، والبناء الأول لهذا الدّين.

لا يرى عليه أثر السفر . ولا يعرفه منا أحد . حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم . فاسند ركبتيه إلى ركبتيه . ووضع كفيه على فخذيه . وقال : يا محمد ! أخبرني عن الإسلام . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- وتقيم الصلاة .
- وتؤتي الزكاة .
- وتصوم رمضان .
- وتحج البيت ، إن استطعت إليه سبيلا "
قال : صدقت . قال فعجبنا له . يسأله ويصدقه . قال : فأخبرني عن الإيمان . قال :
" أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر . وتؤمن بالقدر خيره وشره " قال : صدقت . قال : فأخبرني عن الإحسان . قال : " أن تعبد الله كأنك تراه . فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك " . قال : فأخبرني عن الساعة . قال : " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل " قال : فأخبرني عن أمارتها . قال : " أن تلد الأمة ربتها . وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان " . قال ثم انطلق . فلبثت مليا . ثم قال لي : " يا عمر ! أتدري من السائل ؟ " قلت : الله ورسوله أعلم . قال : " فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم )). وهذا الحديث هو من الأحاديث التي يقوم عليها الدّين ، ويعدّ من الأحاديث التي شرَحت أصول الدّين بالشكل الوافي والكافي لما يحتويه من التوحيد لله عزّ وجلّ ، وأركان الإسلام ، وأركان الإيمان.