القرآن الكريم هو كلام الله عزّ وجلّ الذي انزله على رسولهِ المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم ، وهذا الكلام وصلنا بالتواتر وهوَ كلامٌ مُعجِز ، تحدّى بهِ الإنس والجن إلى قيام الساعة ، وكان هذا التحدّي في أن يأتوا بمثله ، او بسورة آية من مثله ، او بعشر آيات أو بآية واحدة ، ولن يأتوا بمثلهِ ولو تعاونوا جميعاً ليلاً نهاراً وحتّى قيام الساعة ، فهذا الكلام وهذا القرآن الكريم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وهو الشفاء للمؤمنين وبهِ تطمئنُّ القلوب وتهدأ النفوس وترتاح.

تعريف تفسير
القرآن تفسير القرآن هو الفهم السليم والتحليل الشرعيّ للآيات والسور الكريمات ضمن سياقٍ يفهمهُ الجميع ، ويكون التفسير باستخدام لغةٍ واضحة وتوضيحٍ للمعنى دون تغييب للمعاني الظاهرة والباطنة في اللفظ القرآني ، ويكون تفسير القرآن بمعرفة أسرار اللغة العربيّة ونواحي البيان فيها ، وتقديم المعنى للآيات متوافقاً مع أسباب النزل للآيات ، فلا تفسير للقرآن بدون فهم ودراية بأسباب النزول.
وتقوم على تفسير القرآن أصول الشريعة والدّين ، فهوَ المصدر التشريعيّ الأوّل ، وعليهِ أساس الدين ، فإذا أحسنَ المفسّر تفسير القرأن وأتقن فهمهُ كان قادراً على استنباط الأحكام ، وقادراً على تعلّم الفقه وأصول الفقه وقواعده ، وإذا فسّرهُ كما ينبغي فقد سهّل حفظهُ على نفسِهِ وعلى غيرِه ، فلا يستقيم الحفظ بلا فهم ، ومن مُتطلّبات التفسير أن يكون المُفسّر عالماً بتاريخ السيرة النبويّة المُطهّرة ، وأن يكون عالماً بالناسخ والمنسوخ ، وكذلك أن يكون بارعاً قبلَ كلِّ شيء في لغة العرب ، وأن يتقن اللسان العربيّ فهماً ونطقاً ، وعلى المفسّر أيضاً أن يبتغي وجه الله في تفسيره للقرآن ، فإذا أحسن النيّة وصدق في إخلاصه فُتحت لهُ أبواب العلم ويسّرَ الله لهُ التفسير والفهم.